في دراسة لها تحت عنوان (أهداف الجامعة الأمريكية في القاهرة.. دراسة وثائقية منذ النشأة وحتى عام 1980) تشير الدكتورة سهير البيلي الأستاذة بكلية التربية بجامعة طنطا أن الأوضاع الداخلية المصرية والوضع المسيحي النشط وقتها؛ هيَّأت الأجواء لدعم مشروع الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى الحد الذي دفع المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر إلى القول: "واجبنا الأول هو إقامة نظام يسمح لجمهور السكان بأن يكون محكومًا وفقًا للأخلاق المسيحية وأن سياسة (فرِّق تَسُد) لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق التربية، والتحالف مع الصفوة أفضل بكثير من كسب الجماهير".
وأضافت أن الجامعة الأمريكية استطاعت أن تحقق أغراض التبشير المسيحي، ولكن بطريقة تختلف عن التبشير التقليدي، وذلك بعدم فصل التفكير الديني عن الحياة؛ ولكنها تجعله جزءًا أساسيًّا متغلغلاً في كل مجالاتها.
وأشارت إلى أنها اتخذت لذلك وسائل منها: "الاجتماع الديني" الذي تتم الدعوة له تحت مسمى الاجتماع لبحث سلبيات وإيجابيات العمل في الجامعة يوميًّا بين الطلاب وإدارة الجامعة، ولا تسمح الإدارة لأحد من الطلاب بترك ذلك الاجتماع، حتى يوم الجمعة باستثناء شهر رمضان.
وأوضحت أن محاضرات بعض المفكرين العلمانيين متواصلة حول مختلف الأمور مثل حقوق المرأة، ويتم عرض الأفلام التبشيرية على الطلاب، والحضور وتوزيع تذاكرها مجانًا على الكنائس؛ لتقوم بتوزيعها على فقراء المسيحيين، لمشاهدة تلك الأفلام من الوسائل التي تتبعها الجامعة.
وقالت: إن د. روبرت أندروس الخبير الأمريكي حدد مفهوم التبشير الذي تقوم به الجامعة أنه "لا يعني إحداث تحول من ديانة إلى أخرى، ولكن هو محاولة؛ لأن يصل الناس إلى درجة التشبع بوجهات النظر والمفاهيم والمثاليات المسيحية، بل وتحميل المقررات العلمية بوجهة دينية، حتى يتأكد الطالب من أن المدرس والمؤسسة التعليمية اللذين قدما له التوجيه الحكيم في العلوم قادران على تقديم النصح الحكيم أيضًا في مجالات الدنيا والدين".